القراءة في زمن التكنولوجيا: هل ما زال للكتاب مكان؟
أستاذ إعلام لـ "اليوم": المعركة ليست بين الورق والشاشة بل بين التسطّح والعمق
تقرير- محمود عرفات
في عصرٍ تتسارع فيه التقنيات وتطغى فيه الشاشات على تفاصيل حياتنا اليومية، باتت القراءة الورقية مهددة بالتراجع أمام المد الرقمي الجارف. ومع وجود وسائل التواصل، الفيديوهات القصيرة، والمحتوى السريع، يُطرح السؤال: هل لا يزال للكتاب الورقي مكان في حياة الشباب؟
الكتاب في مواجهة الشاشة
أظهرت دراسة حديثة أجرتها “المكتبة الرقمية العربية” أن نحو 60% من الشباب يفضّلون المحتوى المختصر أو المرئي على القراءة المطوّلة، بسبب ضيق الوقت أو فقدان التركيز. لكن في المقابل، ما زالت نسبة من الشباب تجد في الكتاب ملاذًا هادئًا من صخب اليوم.
مبادرات تعيد للقراءة رونقها
“كتابك في جيبك“: مبادرة مصرية لتوزيع نسخ ورقية صغيرة الحجم بأسعار رمزية.
– “نادي القراءة على السوشيال ميديا“: مجموعات على إنستجرام وتيليجرام تناقش الكتب أسبوعيًا.
– “تحدي القراءة العربي“: مشروع ضخم شجّع ملايين الطلاب على قراءة 50 كتابًا في عام.
آراء من الواقع
من جانبه قال دكتور محمد عبد القادر أستاذ الإعلام بجامعة مصر للعلوم تمام، أهو رأي أكبر وأعمق للدكتور عادل عبد القادر، يناسب التقرير:
يقول دكتور محمد أبو سمرة، أستاذ الإعلام بجامعة إن القراءة الورقية تمر بمرحلة صراع طبيعي مع التطور التكنولوجي، لكن لا يمكن القول إنها إلى زوال، مؤكدا أن المشكلة ليست في الكتاب، بل في طريقة عرضه ومواكبته لأسلوب الحياة العصري.
وأضاف في تصريح خاص لجريدة “اليوم” أننا نحن بحاجة إلى إعادة تسويق القراءة، أن نجعلها جزءًا من الهوية الشخصية، لا مجرد هواية نلجأ لها وقت الفراغ، لافتا إلى أن المنصات الرقمية ليست تهديدًا، بل فرصة إذا استُخدمت بذكاء لترويج محتوى معرفي حقيقي، سواء كان ورقيًا أو إلكترونيًا. المعركة ليست بين الورق والشاشة، بل بين التسطّح والعمق.”
وعن آراء الطلاب، تقول “منة” طالبة جامعية: “بقيت أقرأ PDF كتير، بس لما بمسك كتاب حقيقي بحس بالفرق.. فيه راحة مش موجودة على الموبايل”، مؤكدة أن القراءة في الكتب الورقية برغم أنها تحتاج إلى أمور أشد تعقيدا من الكتب الإلكترونية كالحمل وغلاء الأسعار، إلا أن ذلك ما تربينا عليه من القراءة في الصحف القديمة والكتب الأدبية.
بينما يقول أحمد، موظف شاب: “القراءة بالنسبة لي وسيلة أهرب بيها من السوشيال ميديا، مشيرًا إلى أنه يرى أن القراءة في الكتب الإلكترونية أسهل وأقل تكلفة، مؤكدا أنه يستغل مواصلات اليومية في الكتب “البي دي اف”، وعند النوم عندما يطفئ الأنوار أيضا يطالع الكتب الإلكترونية، وهذا لا يتأتى مع الكتب الورقية، لافتا إلى أنه يغالبه الشوق من وقت لآخر إلى القراءة في الكتب الورقية لكونها الأصل الذي نبع منها القراءة.
خاتمة
رغم كل التحديات التي تواجه القراءة في عصر السرعة، ما زال هناك أمل. طالما هناك شخص يفتح كتابًا بحثًا عن معرفة، أو يسافر بخياله من خلال رواية، فمكان الكتاب سيظل محفوظًا. التكنولوجيا ليست عدوًا للقراءة، بل أداة يمكن أن تُعيد لها جمهورًا جديدًا.. بشرط أن نعرف كيف نستخدمها.