تكبيرات العيد.. صوت الفرح الذي لا يغيب عن الذاكرة
تكبيرات العيد.. أنشودة الفرح التي تهزّ القلوب وتوحد الأمة
تقرير : أحمد فؤاد عثمان
في صباحات العيد، لا يعلو صوت فوق صوت التكبير، ولا تسبق الفرحة مشهد الجماهير وهي تردد: “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله…”، كلمات تنبض بها القلوب قبل أن تنطق بها الألسنة، فتُعلن بداية عيدٍ يُتوَّج فيه الطائعون، وتُعطَّر فيه الأجواء بذكر الله وتمجيده.
في هذا التقرير، نُسلّط الضوء على أسرار تكبيرات العيد، ومعانيها، وتاريخها، وكيف توحّد الأمة في لحظة روحانية خالدة.
فرحة العيد تبدأ بالتكبير
مع إشراقة شمس يوم العيد، ترتفع أصوات المسلمين في كل أنحاء الأرض مرددين:
“الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد…”
تلك كلمات قليلة في حروفها، عظيمة في معناها، تُلهب مشاعر الفرح وتُحرك الأرواح نحو السماء، مُعلنة انتهاء موسم من الطاعات، وبداية فرح شرعه الله لعباده.
ليست مجرد ألفاظ
تكبيرات العيد ليست مجرد ترديد لألفاظ محفوظة، بل هي طقوس روحانية تعبّر عن شكر المسلمين لربهم بعد صيام رمضان أو أداء مناسك الحج. هي صوت الفرح الممزوج بالخشوع، والنشيد الجماعي الذي يوحّد القلوب على عظمة الله.
ويقول الدكتور محمد حرز، إمام وخطيب وزارة الأوقاف:
“تكبيرات العيد سنة مؤكدة، وقد داوم عليها النبي ﷺ وأصحابه، فهي إعلان عن الفرح بطاعة الله، وتذكير دائم بعظمته، وتوحيده، وتربية على الانضباط الجماعي.”
متى نبدأ التكبير؟
يبدأ التكبير في عيد الفطر بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان، ويستمر حتى خروج الإمام لصلاة العيد.
أما في عيد الأضحى، فيبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق (رابع أيام العيد)، ليكون التكبير شعارًا لأيام مباركة عظيمة الأجر.
صيغة التكبير المحببة للمسلمين
“الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.”
“الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً…”
هذه الصيغة التي تعارف عليها المسلمون في مختلف الدول الإسلامية، تحمل في طياتها معاني التوحيد، والاعتراف بفضل الله، وتمجيد نصره، والدعاء للنبي ﷺ وأهله وأصحابه.
أثر روحاني وتربوي عظيم
يؤكد الدكتور علاء الغريزي، أستاذ الدراسات الإسلامية، أن تكبيرات العيد تحوّل الشوارع والمساجد إلى ساحات نورانية تنبض بالإيمان.
وأيضا هي مدرسة تربوية تعلمنا كيف نُعلي من شأن الله، ونتشارك الفرحة بصورة جماعية. حتى الأطفال حين يرددونها يشعرون بالانتماء والبهجة.”
المساجد والساحات تتزين بالتكبير
من أبرز مظاهر العيد هو ترديد التكبيرات بصوت واحد في الميادين العامة قبيل صلاة العيد، وهو ما يُضفي جواً من الجمال الروحي والسكينة، ويجعل من الساحات مهرجانًا إيمانيًا عظيمًا.
وقد رصدنا أجواء ميدان المساجد الكبرى، حيث قال أحد المواطنين، الحاج مصطفى عبد الله:
“لا أشعر بقدوم العيد إلا عندما أسمع التكبيرات في مكبرات الصوت، هي اللحظة التي تُذيب الهموم، وتُدخل السعادة إلى القلب دون استئذان.”
رسالة في زمن الأزمات
في ظل ما يعيشه العالم من أزمات متلاحقة، تبقى تكبيرات العيد رسالة أمل، تقول لكل مهموم: إن الله أكبر من همك، وأقوى من حزنك، وأرحم بك من نفسك. ولهذا، لا عجب أن يستبشر بها الناس، ويجدون فيها طمأنينة وسكينة.
خاتمة.. تكبيرات لا تُنسى
تكبيرات العيد ليست مجرد كلمات، بل ترانيم قلوب تعلّمت كيف تُعظّم ربها، وتفرح بحكمته، وتشكره على نعمه. وهي تقليد متجدد، يجمع الأمة الإسلامية في لحظة روحانية خالدة لا تعرف الزمان والمكان.
كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.