أخبار

الأنبا يؤانس.. مسيرة رهبانية حافلة بين الطب والخدمة والقيادة الكنسية

بعد اختياره سكرتيرًا للمجمع المقدس

كتب  عيد شافع

في حدث كنسي بارز، انتخب المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صباح الخميس 5 يونيو 2025، نيافة الأنبا يؤانس، أسقف إيبارشية أسيوط وتوابعها، سكرتيرًا عامًا للمجمع المقدس، خلفًا لنيافة الأنبا دانيال، مطران المعادي، وذلك خلال الجلسة العامة المنعقدة بمركز لوجوس بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني.

وقد جاءت نتيجة الاقتراع السري لتمنح الأنبا يؤانس ثقة المجمع بغالبية الأصوات، تقديرًا لتاريخه الطويل في خدمة الكنيسة، وخبراته التي تجمع بين العمل الرعوي والتنظيمي والمسكوني، إلى جانب انتخاب ثلاثة سكرتيرين مساعدين هم: الأنبا إسطفانوس، الأنبا ماركوس، والأنبا مارك.

من الطب إلى الرهبنة

وُلد نيافة الأنبا يؤانس باسم “هاني عوني” في 23 نوفمبر 1960 بمدينة ملوي بمحافظة المنيا، وتخرج في كلية الطب بجامعة أسيوط عام 1983، حائزًا على بكالوريوس الطب والجراحة. لكنه آثر حياة التكريس، فدخل دير القديس الأنبا بولا يوم 15 سبتمبر 1986، ليبدأ رحلة جديدة في حياة الرهبنة والخدمة.

سكرتير خاص للبابا شنوده الثالث

في 27 مايو 1991، سامه قداسة البابا شنوده الثالث قسًا، واختاره ليكون سكرتيرًا خاصًا له، وهو المنصب الذي ظل يشغله لنحو 21 عامًا، عايش خلالها العديد من المحطات الكنسية والسياسية، وتعلّم من خلالها إدارة الشئون الكنسية والملفات الكبرى.

إشراف وخدمة.. من الأديرة إلى المسكونية

أسند إليه البابا شنوده مسؤولية الإشراف على عدد من الأديرة، أبرزها: دير القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين بسوهاج (الدير الأبيض)، والدير الأحمر، بالإضافة إلى دير الأنبا بيجول والأنبا بيشاي، حتى تمت رسامة الأنبا أولوجيوس لاحقًا.

كما كُلّف عام 1996 بالإشراف على أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية، ممثلًا الكنيسة في المحافل العالمية، وعضوًا في اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي منذ عام 1989، مما أكسبه خبرات واسعة في العلاقات المسكونية والدولية.

من أسيوط.. صوت الشعب يطالب بأسقفه

بعد مرض نيافة الأنبا ميخائيل، شيخ المطارنة، ومطران أسيوط الأسبق، شارك الأنبا يؤانس في بعض خدمات الإيبارشية. وبعد نياحته، طالَب به شعب أسيوط بالإجماع ليكون أسقفهم الجديد. وبعد مشاورات مطولة مع قداسة البابا تواضروس الثاني وعدد من الآباء الكهنة والخدام، تم التوافق على رسامته.

وفي 23 مايو 2015، أقيمت صلاة عشية السيامة بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية، وسط احتفال كنسي كبير، وتمت رسامته أسقفًا على أسيوط وتوابعها في اليوم التالي، ليبدأ فصلًا جديدًا في خدمته الأسقفية.

ثقة متجددة.. من المجمع المقدس

يُعرف نيافة الأنبا يؤانس بعلاقاته الطيبة مع أعضاء المجمع، وإلمامه الواسع بشئون الإيبارشيات، وخبرته الإدارية، إلى جانب هدوئه وحنكته. واليوم، وبعد انتخابه سكرتيرًا عامًا للمجمع، تتجدد ثقة الكنيسة فيه، ليواصل دوره في تنسيق العمل المجمعي وإدارة الملفات الكنسية الكبرى في المرحلة المقبلة.

يُعد الأنبا يؤانس واحدًا من رموز الكنيسة المعاصرين، الذين جمعوا بين الرهبنة والقيادة، وبين العمق الروحي والانفتاح الكنسي، وهو ما يؤهله ليكون صوتًا حكيمًا وموجهًا داخل المجمع المقدس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى