الرئيسيةعرب-وعالم

شقوق البراق تحمل خزائن أسرار نتنياهو وترامب

قبل ساعات من انطلاق أعنف عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران منذ سنوات، وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عند حائط البراق في القدس المحتلة. ليحوّل الموقع الديني إلى منصة رمزية لإعلان “حرب عقائدية” ذات طابع توراتي.

نتنياهو، في مشهد مفعم بالرمزية، دسّ ورقة بين حجارة الحائط كتب فيها اقتباسًا من سفر العدد: “شعب يقوم كلبوة، ويرتفع كأسد، لا يضطجع حتى يأكل فريسةً ويشرب دم قتلى”.

وبعد ساعات فقط، أعلنت تل أبيب إطلاق عمليتها العسكرية ضد إيران تحت الاسم ذاته. “الأسد الصاعد”، في ما بدا كترجمة حرفية للنص التوراتي على أرض الواقع.

في المقابل، لم يكن الحضور الأمريكي غائبًا عن هذه الطقوس المتسارعة. ففي أول تحرك علني له بعد تعيينه سفيرًا لواشنطن لدى تل أبيب. أدى مايك هاكابي، السفير الجديد والمقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. صلاة عند حائط البراق، حاملاً رسالة مكتوبة بخط يد ترامب تدعو إلى “السلام في إسرائيل”.

 عدوان بتوقيع التوراة

لم تكن الورقة التوراتية مجرد طقس شخصي، بل تحولت إلى عنوان رسمي للعملية العسكرية التي شنتها إسرائيل على إيران تحت اسم: “الأسد الصاعد”، كما أعلنت وسائل الإعلام العبرية.

هذه التسمية، المستوحاة من سفر العدد، عكست توجهًا واضحًا نحو تديين الحرب وإضفاء بعد “مقدس” على عمليات التصفية والاغتيال التي طالت قيادات بالحرس الثوري ومواقع نووية داخل إيران.

طقوس تلمودية وتواطؤ دبلوماسي

اللافت أن نتنياهو لم يكن وحيدًا في هذا المشهد الرمزي؛ فقد رافقه الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الذي شارك في أداء الطقوس التلمودية وسط إجراءات عسكرية مشددة حول المسجد الأقصى. انتهكت خلالها حرية الفلسطينيين في التنقل والعبادة.

وفي إعلان خطير من قلب القدس المحتلة، تعهّد ميلي بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة بحلول 2026، مشددًا على أن “إسرائيل شريك استراتيجي في الدفاع عن القيم الغربية”. في استنساخ فج لخطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2018.

رسائل في الشقوق

المشهد ذاته تكرر في أبريل الماضي، حين أدى السفير الأمريكي مايك هاكابي صلاة أمام حائط البراق. واضعًا في أحد شقوقه رسالة مكتوبة بخط يد ترامب دعا فيها إلى “السلام في إسرائيل”، ووقّعها بأحرفه الأولى.

هاكابي وصف المهمة بأنها “تكليف مباشر من الرئيس”. مؤكدًا أنه صلى أيضًا من أجل تحرير الرهائن الإسرائيليين في غزة، وسط تصعيد عسكري واسع النطاق.

إقرأ أيضًا:: بخط ترمب.. رسالة سلام لإسرائيل تستقر في شقوق حائط البراق

منبر التوراة أم منصة حرب؟

تحوّل حائط البراق، الذي يمثل للمسلمين جزءًا لا يتجزأ من المسجد الأقصى، إلى ساحة إطلاق رمزية لكل عدوان إسرائيلي جديد. سواء من خلال صلوات الزعماء، أو الرسائل التوراتية، أو الطقوس التلمودية التي تُغلف الحروب بهالة دينية.

هذه الرمزية المتزايدة تثير القلق من انتقال الصراع من مربّع الحسابات الجيوسياسية إلى حرب دينية شاملة. تتغذى من النصوص وتُترجم على الأرض بدماء المدنيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى