حكاية أغنية “يا رايحين للنبي الغالي” وسبب بكاء ليلى مراد
كتبت- مرثا مرجان
في كثير من الأحيان يصبح العمل الفني وثيقة وأيقونة تعيش حتى بعد رحيل من قدموا هذا الفن، ولعل أغنية ليلى مراد “يا رايحين للنبي الغالي“، واحدة من الأيقونات التي تعود إلى مسامعنا مع اقتراب موسم الحج من كل عام.
حملت الأغنية التي تعيش في وجدان الجماهير منذ أكثر من 72 عاما، مشاعر قوية من خلال كلمات بسيطة جعلتها تنتشر بسرعة كبيرة بعد عرض فيلم ليلى بنت الأكابر، وتحوّلت إلى نشيد يتردّد مع كل موسم حج، في كل بيت من خلال الإذاعة والتلفزيون.
ليلى مراد، لم تكن تغني فحسب، بل كانت تبوح بأمنية عميقة وحقيقية لم يُكتب لها التحقق في حينها. فكيف وُلدت هذه الأغنية؟
فيلم “ليلى بنت الأكابر” السبب
في عام 1953، وأثناء تصوير فيلمها الشهير “ليلى بنت الأكابر” داخل استوديو مصر، شعرت ليلى مراد برغبة قوية في أداء فريضة الحج، ومع اقتراب الموعد، طلبت إيقاف التصوير حتى تتمكن من السفر.
لكن قوبل طلبها بالرفض، خوفًا من تأخر جدول التصوير وتعرض الفيلم لخسائر مالية، حزنت ليلى كثيرًا، لكنها لم تكتفِ بالحزن، وحوّلت الأمنية المؤجلة إلى أغنية.
طلبت ليلى من الكاتب الكبير أبو السعود الإبياري، أن يكتب لها كلمات تعبّر عن شوقها للحج، لحن الأغنية الموسيقار كمال الطويل، وجمع في لحنه بين البساطة والروحانية، لتأثر القلوب، وتعبر عن التوسل والتمنّي.
وافق مخرج الفيلم أنور وجدي على إدراج الأغنية ضمن الأحداث، في مشهد وداع الحجاج، ليكون بمثابة تجسيد درامي واقعي للحالة التي تمر بها بطلته.
بكاء ليلى مراد
تظهر الأغنية خلال مشهد توديع الحجاج في الفيلم، وتقول بعض الشهادات إن ليلى لم تتمالك نفسها وبكت بكاءً حقيقيًا أثناء تصوير الأغنية وأن دموعها لم تكن جزءًا من الأداء الدرامي، بل انعكاس لمشاعرها الشخصية.
هذا الصدق جعل الأغنية تتجاوز حدود السينما، وتصبح مرتبطة بمشاعر ووجدان وذاكرة الناس.