صلاة عيد الأضحى.. بداية فرحةٍ روحية تعانق القلوب

تقرير : أحمد فؤاد عثمان

مع أول خيوط الفجر، تبدأ القلوب بالخفقان، والعيون تترقب شروق شمس العيد، فصلاة العيد ليست مجرد أداءٍ لشعيرة دينية، بل هي لحظة روحانية فريدة تمتزج فيها مشاعر الإيمان بالفرح، والسكينة بالبهجة، في لوحة إنسانية تعكس أجمل صور التلاحم الإسلامي.

سُنّة نبوية ومناسبة جامعة
صلاة العيد سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، يُستحب تأديتها في المصلى أو في الساحات العامة إن تيسّر ذلك، ليجتمع المسلمون كبارًا وصغارًا، رجالًا ونساءً، في مشهد مهيب يعكس روح الجماعة، وشكر النعمة، والتواصل الاجتماعي.

فرحة تبدأ من القلب
تبدأ طقوس العيد من فجر اليوم المبارك، بالتكبير والتهليل، ثم الاستعداد بأجمل الثياب، والتطيب، والتبكير إلى الصلاة، اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وتُقام الصلاة في جو مليء بالسكينة، يتبعه خطبة تُذكّر المسلمين بمعاني العيد من شكر، وتواصل، وتسامح، وعطاء.

تكبيرات العيد.. نغمة الفرح الإيماني
“الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد”.. تلك التكبيرات العذبة التي تسبق الصلاة تصدح بها المآذن والقلوب معًا، فتنشر في الأجواء روحًا من الصفاء، وتُهيّئ النفوس لاستقبال يوم هو عيد في الأرض وفرح في السماء.

العيد للجميع.. رسالة حب وسلام
العيد في الإسلام ليس للفقراء أو الأغنياء فقط، بل هو للجميع. ومن أجمل مظاهره زيارة الأقارب، وتبادل التهاني، وإخراج زكاة الفطر قبل الصلاة (في عيد الفطر)، أو الأضاحي بعد الصلاة (في عيد الأضحى)، في رسالة واضحة بأن العيد ليس فقط فرحة شخصية، بل تضامن اجتماعي وعطاء إنساني.

صلاة العيد.. أكثر من عبادة
إنها لحظة تعارف، ومناسبة لنسيان الأحقاد، وتجديد العهد مع الله ومع الناس. مشهد الأب وهو يُمسك بيد طفله متوجهًا به إلى المصلى، والأصدقاء يتبادلون الضحكات بعد الصلاة، والأمهات توزّعن الحلوى على الصغار.. كلها تفاصيل صغيرة لكنها تصنع العيد الحقيقي.

ختامًا..
صلاة العيد ليست مجرد دقائق تُؤدى في الصباح، بل هي لحظة احتفال روحي جماعي، تُعيد إلى النفوس نقاءها، وإلى القلوب سكينتها، وتُذكّرنا بأن ديننا دين الفرح، والتواصل، والسلام.