تقارير-و-تحقيقات

في ذكرى وفاته.. القارئ محمد حسن النادي “صوتٌ من السماء وذاكرةُ تلاوةٍ لا تُنسى”

تقرير: [أحمد فؤاد عثمان]

في صباح يوم الخميس الأول من يونيو عام 1961، أسدل الستار على أحد أعذب الأصوات القرآنية التي عرفتها مصر والعالم الإسلامي. رحل عن عالمنا الشيخ محمد حسن النادي، بعد رحلة قصيرة في الزمن، لكنها عميقة في التأثير والإبداع القرآني.

نشأة مباركة في بيت القرآن

ولد الشيخ النادي في 7 أبريل عام 1923 بقرية بندف التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية. نشأ وترعرع في بيت قرآني عريق، إذ كان ينتمي نسبه إلى الإمام الحسين بن علي ﷺ، ومن أسرة عُرفت بصوفية المذهب ومهابة القرآن.

موهبة مبكرة وذاكرة استثنائية

ظهرت موهبته في سن مبكرة، حيث حفظ القرآن الكريم وأتقن تلاوته قبل أن يتم عامه الثاني عشر. تلقى علوم التلاوة وأصولها على يد الشيخ عبد متولي سامي، الذي تنبأ له بمستقبل واعد في سماء التلاوة.

الظهور الأول.. انطلاقة لا تُنسى

في عام 1948، كانت الانطلاقة الرسمية للشيخ النادي، حين قرأ القرآن للمرة الأولى عبر أثير الإذاعة المصرية، بترشيح من الشيخ مصطفى إسماعيل، قارئ القصر الملكي حينذاك. كان ظهوره حدثًا استثنائيًا جذب الأنظار إلى موهبة لا تقل عن الكبار.

أداء فريد وطابع لا يُقلد

ما ميّز الشيخ محمد حسن النادي لم يكن فقط صوته العذب، بل شخصيته القارئة المتفردة. امتلك طابعًا خاصًا وأسلوبًا مميزًا في التلاوة، جمع بين الخشوع والجمال، وبين الإحساس والضبط المقامي، ليجعل من كل تلاوة له حالة روحانية فريدة.

إرث خالد في ذاكرة التلاوة

رغم رحيله المبكر عن عمر يناهز 38 عامًا، ترك الشيخ النادي إرثًا خالدًا من التسجيلات القرآنية، والحفلات، والابتهالات التي لا تزال تُبث عبر الإذاعة المصرية وتُردد في المجالس القرآنية. شكّل بصوته جسرًا بين السماء والأرض، بين القرآن والقلوب.

الختام.. صدى لا يخبو

تمر الأعوام، وتبقى أصواتٌ كأصوات الشيخ محمد حسن النادي نابضة بالحياة في ذاكرة المستمعين. صوته لا يُنسى، وتلاوته لا تُشبه أحدًا، وسيرته تذكّرنا بأن القرآن لا يموت، وأن قارئيه الخالدين يعيشون بيننا بأصواتهم، حتى بعد الرحيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى