أبطال خلف الظل.. هؤلاء يصنعون محتوى السوشيال ميديا
تقرير محمود عرفات
في عصر تتسارع فيه وتيرة المعلومات وتتفجر منصات التواصل الاجتماعي بمحتويات متنوعة، يقف وراء كل فيديو أو منشور ناجح فريق غير مرئي أحيانًا، هم أبطال خلف الكواليس يصنعون محتوى السوشيال ميديا. هؤلاء ليسوا فقط صناع محتوى، بل محترفون يؤدون أدوارًا متكاملة تبدأ من الفكرة وتنتهي بتوصيل الرسالة.
من هم أبطال المحتوى؟
هؤلاء هم مصممو الجرافيك، محررو الفيديو، الكُتّاب، المصورون، ومحللو البيانات، بالإضافة إلى مديري الحسابات والمجتمعات الإلكترونية. كلٌ منهم يلعب دورًا حيويًا في تحويل الأفكار إلى محتوى جذاب يشد انتباه المتابعين.
لماذا هم مهمون؟
يُعتبر المحتوى الجيد حجر الزاوية في بناء العلامة التجارية أو الرسالة التي ترغب المؤسسات أو الأفراد في إيصالها. بدون هؤلاء الأبطال، تبقى الأفكار مجرد كلمات أو صور خام بلا تأثير.
تحديات الواقع
رغم الدور الكبير لهؤلاء، كثير منهم يواجهون ظروف عمل غير مستقرة، مثل عدم وضوح الأجور، ضغط الوقت، والتغير المستمر في خوارزميات المنصات. هذا يجعل عملهم متعبًا ويتطلب مرونة عالية.
فريق متكامل
من جانبها قالت الدكتورة سارة محمود، خبيرة الإعلام الرقمي “إن صناعة المحتوى في العصر الرقمي أصبحت مهنة قائمة على تعاون فريق متكامل، من الكتاب إلى المصممين إلى محللي البيانات، مشيرة إلى أن النجاح يتطلب مزج مهارات تقنية مع حس إبداعي. وللأسف يعاني هؤلاء المحترفون من غياب التشريعات التي تحمي حقوقهم، إضافة إلى غموض في الأجور وأحيانًا استغلال ممارسات العمل الحر غير المنظمة.”
صناع المحتوى عنصر أساسي
وأضافت في تصريح خاص لجريدة “اليوم” أننا نشهد اليوم ثورة في الإعلام تتجاوز الصحافة التقليدية، وصانعو المحتوى هم العنصر الأساسي في هذه الثورة، لكن لا بد من الاعتراف بأن معظمهم يعملون في بيئات غير مستقرة، مع ضغوط مستمرة للابتكار، وفي ظل تغيرات متسارعة في سياسات المنصات الرقمية، مما يؤثر على جودة العمل واستمراريته.”
دعم نفسي ومهني
من جهته أوضح دكتور كريم فؤاد الخبير النفسي والاجتماعي في تصريح خاص لجريدة “اليوم” أن التأثير النفسي على صناع المحتوى كبير جدًا؛ فهم يتحملون ضغطًا هائلًا لتلبية توقعات الجمهور، وغالبًا ما يعانون من الإرهاق الذهني والتوتر بسبب التعليقات السلبية والمنافسة الشرسة، مؤكدًا أنه الضروري أن يحصل هؤلاء على دعم نفسي ومهني للحفاظ على صحتهم النفسية وقدرتهم على الاستمرار.”
خاتمة
في النهاية، هؤلاء الأبطال خلف الظل هم سرّ بقاء وتألق السوشيال ميديا، ومن دونهم لن يكون هناك محتوى يلامس قلوبنا أو يُحدث فرقًا. حان الوقت لنلقي الضوء عليهم ونحتفي بمجهوداتهم، مع العمل على تحسين ظروف عملهم لضمان استمرارهم في الإبداع والإنتاج.