الرئيسيةتقارير-و-تحقيقاتعرب-وعالم

ليلة سقوط طهران.. كيف استدرجت إسرائيل قادة الحرس الثوري إلى فخ تحت الأرض؟

في واحدة من أكثر عمليات التضليل الاستخباراتي جرأة منذ عقود، كشفت وكالات أجنبية أن إسرائيل نجحت في استدراج قادة القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني إلى اجتماع سري. ضمن خطة معدة مسبقًا.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي: “نفذنا أنشطة محددة لمساعدتنا على التعرف عليهم أكثر، ثم استخدمنا هذه المعلومات للتأثير على سلوكهم. وكنا نعلم أن هذا سيقودهم إلى الالتقاء، والأهم من ذلك، عرفنا كيف نُبقيهم هناك”.

وقتل معظم قادة القوة الجوية في الحرس الثوري في ضربة جوية استباقية، وصفت بأنها واحدة من أنجح الضربات الاستخباراتية الإسرائيلية على الإطلاق

اغتيال الكبار

الهجوم الجوي الإسرائيلي، الذي استهدف عشرات المواقع الإيرانية فجر الجمعة. لم يكن مجرد قصف بل عملية تصفية ممنهجة. ووفق مصادر إيرانية ودولية، تأكد مقتل:

  • اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري
  • اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة
  • اللواء غلام علي رشيد، قائد غرفة العمليات المشتركة
  • اللواء أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجو-فضائية (الوحدة الصاروخية)

ونقلت وكالات أجنبية عن مصادر أمنية أن عدد القتلى في صفوف كبار القادة وصل إلى ما لا يقل عن 20 شخصية عسكرية رفيعة. بينهم علماء مرتبطون بالبرنامج النووي الإيراني.

وأبرز القتلى من علماء الذرة:

  • أستاذ الهندسة النووية أحمد رضا ذو الفقاري.
  • العالم النووي مهدي طهرانجي.
  • العالم النووي فريدون عباسي.
  • العالم النووي عبد الحميد مينوشهر.
  • العالم النووي أمير حسين فقهي
  • العالم النووي مطلبي زاده

جواسيس وأقمار صناعية

يرى اللواء محمد عبد الواحد، الخبير في الأمن القومي والعلاقات الدولية، أن ما حدث هو ذروة ما يُمكن أن تصل إليه الحرب الاستخباراتية الحديثة.

ويقول في تصريح خاص لـ”اليوم”: “الضربة لم تكن عسكرية فقط، بل استخباراتية شديدة التعقيد. ما رأيناه هو تعاون ثلاثي بين الموساد الإسرائيلي. ووكالات الاستخبارات الأمريكية والبريطانية. وربما أطراف إقليمية، عبر ما نطلق عليه (العمليات الاستخباراتية المشتركة).”

ويضيف: “من الواضح أن هناك عملاء ميدانيين – بعضهم داخل المنشآت النووية – قاموا برصد دقيق لتحركات القادة، وجمع بيانات حساسة عن مواقعهم، وحتى أرقام هواتفهم، مما سمح بتتبعهم بدقة.”

ويرجح اللواء عبد الواحد أن صور الأقمار الصناعية وجهاز GPS لعبا دورًا محوريًا في تتبع القيادات وتصوير مواقع الاجتماع، مما أعطى لإسرائيل ميزة الضربة الدقيقة من مسافات بعيدة.

لماذا فجر الجمعة؟

اختيار فجر يوم الجمعة لم يكن عبثيا. يقول اللواء عبد الواحد: “الجمعة عطلة رسمية في إيران. التوقيت الذكي أعطى عامل المفاجأة، وسط تراخٍ أمني واضح. كما أن الحديث عن مفاوضات سياسية أمريكية-إيرانية في الأيام السابقة كان جزءًا من عملية تمويه موسعة.”

وأشار إلى أن الضربة جاءت في اليوم الـ61 من المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيران لوقف أنشطتها العسكرية والنووية، وهو ما يعطي للعملية بعدًا سياسيًا ورسالة زمنية شديدة الدلالة.

تعدد الأهداف.. عسكرية ونووية ونفسية

ولم تكن الضربة الإسرائيلية تستهدف فقط شخصيات وقيادات، بل سعت إلى توجيه رسالة استراتيجية عميقة عبر تنوع أهدافها:

  • منشآت نووية: شلّ الطموح النووي الإيراني
  • قواعد صاروخية: نزع الأنياب الهجومية
  • قادة الحرس الثوري: تفكيك الهيكل القيادي
  • علماء نوويون: استهداف العقل الإيراني
  • البنية الاجتماعية المحيطة: ضرب الحاضنة الشعبية

ويقول اللواء عبد الواحد: “الرسالة الإسرائيلية واضحة: لا خطوط حمراء بعد الآن. لن تنتظر إسرائيل حتى تُهاجَم، بل ستضرب مسبقًا، وتستهدف العمق الإيراني مباشرة.”

ويضيف: “من جهة أخرى، فإن استهداف المدنيين المحيطين بالقيادات هو جزء من سياسة الردع النفسي، لإضعاف الروح المعنوية داخل الجيش والشعب الإيراني على السواء.”

إقرأ أيضًا:: اللواء عبد الواحد لـ”اليوم”: إسرائيل ضربت إيران لأنها تيقنت من ضعفها

كابوس نووي يلوح في الأفق

وفي السياق متصل؛ يُحذر اللواء عبد الواحدخطر التسرب الإشعاعي نتيجة القصف المتكرر للمنشآت النووية، قائلاً: “الضربات على منشآت مثل نطنز قد تُعرّض الهيكل الخرساني للمفاعلات لتصدعات، أو تؤثر على أنظمة التبريد، مما يرفع احتمالية تسرّب نووي خطير.”

ويضيف: “نتحدث عن مواد مثل اليورانيوم المخصب، ونفايات نووية، وغاز اليورانيوم سداسي الفلوريد الموجود تحديدًا في نطنز. إن أُصيبت هذه المناطق، ستكون النتائج كارثية على البشر والبيئة، داخل إيران وخارجها.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى