عرب-وعالم

صاروخ “إسكندر” يدمر منظومة دفاع جوي أوكرانية في دنيبروبتروفسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، عن تنفيذ الجيش الروسي ضربة صاروخية دقيقة باستخدام صاروخ فرط صوتي من طراز “إسكندر” على منظومة صواريخ الدفاع الجوي “إيريس-تي” التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في مقاطعة دنيبروبتروفسك شرق أوكرانيا.

وقد نشر الجيش الروسي مقطع فيديو يظهر لحظة تدمير منصة إطلاق وصحون رادار منظومة “إيريس-تي” في بلدة جيلوبوك، وهو ما أسفر عن تدمير محطة رادار، ومنصة إطلاق الصواريخ، ومقصورة التحكم القتالي، إضافة إلى مركبتي الحراسة المصاحبتين. وأكدت موسكو أن هذه الضربة أسهمت في إضعاف قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية في المنطقة بشكل كبير.

خلفية الصراع وأهمية الضربة

تأتي هذه الضربة في سياق التصعيد العسكري الروسي المستمر، والذي يركز على استهداف قدرات القوات الأوكرانية الدفاعية والهجومية على حد سواء، لشلّ تحركاتها ومنع أي هجمات مضادة على مواقع استراتيجية. ويعتبر نظام “إيريس-تي” من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف والتي تستخدمها أوكرانيا لتعزيز الحماية الجوية ضد الطائرات المسيّرة والصواريخ الصغيرة، مما يجعل تدميره ضربة مؤثرة على قدرة الجيش الأوكراني في تأمين سماء المنطقة.

وزارة الدفاع الروسية أوضحت أن هذه العملية جزء من رد مباشر على الهجمات التي نفذتها القوات الأوكرانية على أهداف مدنية في الأراضي الروسية، حيث تنفذ موسكو ضربات مستمرة تستهدف مواقع عسكرية، ومعدات قتالية، ومواقع تجمع المرتزقة، إضافة إلى البنى التحتية الحيوية مثل مرافق الطاقة، والمصانع الدفاعية، ومراكز القيادة والاتصالات داخل أوكرانيا.

التصريحات الرسمية وردود الفعل

أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في عدة مناسبات أن الجيش الروسي ملتزم بعدم استهداف المدنيين والمباني السكنية أو المنشآت الاجتماعية في أوكرانيا، مضيفًا أن العمليات العسكرية تركز على “الأهداف العسكرية البحتة” لضمان تحقيق أهداف الحملة دون إلحاق أضرار جانبية غير مقصودة.

من ناحية أخرى، تعكس هذه التطورات مدى تعقيد الصراع الدائر منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في 24 فبراير 2022، والتي أعلنت روسيا أن هدفها حماية سكان مناطق دونباس (لوغانسك ودونيتسك) من الاضطهاد، وتصف ما يحدث هناك بـ”الإبادة الجماعية” من قبل الحكومة الأوكرانية، بينما تعتبر كييف ومجتمع الدول الغربية العملية الروسية غزوًا وانتهاكًا للسيادة الوطنية.

الأبعاد العسكرية والاستراتيجية

يُعد صاروخ “إسكندر” من أحدث الأنظمة الصاروخية التكتيكية الروسية، وهو قادر على حمل رؤوس متعددة دقة استهداف عالية، ويتميز بسرعته الفائقة التي تتيح له اختراق أنظمة الدفاع الجوي المعادية. ويؤكد استخدام هذه التقنية المتطورة في ضرب أهداف مثل “إيريس-تي” الأهمية التي توليها روسيا للسيطرة على المجال الجوي وقطع قدرة الجيش الأوكراني على الرد الفعّال.

يأتي ذلك وسط استمرار المفاوضات الدولية ومحاولات الوسطاء لتهدئة الوضع، في حين يشهد الصراع ميدانياً تصعيدًا متزايدًا على الجبهات المختلفة، مع زيادة استخدام الأسلحة الثقيلة والضربات الصاروخية من كلا الطرفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى