الرئيسيةعرب-وعالم

وادي السيليكون الإسرائيلي يهتز بتوقيع إيراني.. ماذا نعرف عن معهد وايزمان المستهدف؟

في تصعيد نوعي للصراع المحتدم بين طهران وتل أبيب. أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية ودولية أن أحد الصواريخ الإيرانية التي أُطلقت فجر الأحد 15 يونيو أصاب بشكل مباشر معهد وايزمان للعلوم. في مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب.

وهو أحد أبرز المراكز العلمية الإسرائيلية، وركيزة من ركائز الأمن التكنولوجي والعسكري لدولة الاحتلال.

معهد وايزمان.. ما وراء المؤسسة الأكاديمية

يعد معهد وايزمان، الذي تأسس عام 1934 قبل إعلان قيام إسرائيل بـ14 عاماً، أحد أبرز المؤسسات العلمية في المنطقة.

وحمل منذ عام 1949 اسم حاييم وايزمان، الذي أصبح لاحقاً أول رئيس لإسرائيل.

ويضم المعهد أكثر من 2500 باحث وطالب وموظف، ويتخصص في الدراسات العليا بمجالات الفيزياء، الكيمياء، الرياضيات، الأحياء، وعلوم الحاسوب، وله أكثر من 30 مختبرًا علميًا ومرافق بحثية متطورة.

لكن المعهد يتجاوز دوره الأكاديمي إلى دعم الصناعات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بشكل مباشر. إذ يشارك في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي العسكرية. والطائرات بدون طيار، ونظم الملاحة المتقدمة، وأدوات التشفير والاتصال المشفر، إضافة إلى أبحاث في التطبيقات النووية والطاقة الموجهة.

إيران تستهدف البنية التحتية التكنولوجية

بحسب وكالة “فارس” للأنباء، فإن بعض الصواريخ التي أطلقتها إيران باتجاه تل أبيب كانت مزودة برؤوس حربية تزن 1.5 طن. وهو ما يفسر حجم الدمار الذي لحق بالموقع المستهدف في رحوفوت.

وأكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية وقوع “أضرار كبيرة” في معهد وايزمان جراء هذا القصف، مشيرة إلى اندلاع حرائق ووقوع إصابات ومحاصرة عشرات الأشخاص تحت الأنقاض.

أوردت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”  أن “مبنى واحدًا على الأقل يضم مختبرات علمية قد دُمر جزئيًا”، بينما أعلنت الشرطة عن إصابة 37 شخصًا في الموقع، بينهم اثنان بحالة حرجة.

وتعد هذه الضربة أول استهداف مباشر لمركز بحثي على هذا المستوى داخل إسرائيل، مما يبرز انتقال إيران من استراتيجية الرد الرمزي إلى استهداف البنية التحتية الحساسة، و”القلب التكنولوجي” لإسرائيل كما وصفه مراقبون.

الرقابة العسكرية الإسرائيلية تصمت

رغم الأهمية الكبرى للمعهد والضربة التي طالته، التزمت السلطات الإسرائيلية بصمت شديد حيال تفاصيل الأضرار.

في ظل تعليمات صارمة من الرقابة العسكرية تحظر نشر أي معلومات تتعلق بالمراكز الحيوية أو الأمنية التي قد تستهدف. وقد لاحظت وسائل الإعلام الدولية هذا الصمت. معتبرةً أنه يعكس حجم الحرج الأمني الناجم عن اختراق دفاعات تل أبيب والوصول إلى أهداف بالغة الحساسية.

لماذا معهد وايزمان؟

ويرى مراقبون أن استهداف معهد وايزمان لم يكن صدفة، بل يحمل دلالة استراتيجية ورسالة واضحة من طهران. فالمعهد ليس فقط مركزًا علميًا. بل عنصرًا رئيسيًا في تطوير التقنيات التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في عملياته داخل غزة وسوريا وإيران نفسها.

كما أن المعهد يحظى بتمويل حكومي كبير، إضافة إلى دعم منظمات صهيونية ويهودية دولية، ما يعزز مكانته في مشروع القوة الإسرائيلي على المدى البعيد.

ووفقا لخبراء، فإن هذه الضربة تمثل تصعيدًا محسوبًا من طهران، لا يهدف فقط للانتقام من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على أراضيها. بل لإضعاف القدرات التقنية المستقبلية لإسرائيل. وربما التأثير على استقرارها الداخلي من خلال تقويض ثقة الرأي العام بمناعة الدولة العبرية أمام الهجمات الدقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى