التاريخ ينطق بصوت منذر رياحنة في مشهد حريق بغداد بـ”سيوف العرب”
كتبت- مرثا مرجان
يطل الفنان الأردني منذر رياحنة في الحلقة الثالثة من المسلسل التاريخي “سيوف العرب”، ليقدّم واحدة من أقوى التجارب الدرامية التي استحضرت روح الماضي وجعلت من أحداثه مشاهد نابضة بالحياة.
الحلقة التي تناولت سقوط بغداد على يد المغول عام 1258، سلّطت الضوء على الدمار الهائل الذي طال مكتبات المدينة وقتها، حين دُمرت أعظم دور العلم، وقُتل العلماء، فتبدّدت معارفٌ وثقافات كانت منارةً للعالم الإسلامي.
برز رياحنة في دور صاحب المكتبة، مجسدًا المأساة بأداء عميق، وإنساني، وأقرب ما يكون إلى الوثيقة الدرامية الناطقة.
لم يكن رياحنة مجرّد ممثل يؤدي دورًا تاريخيًا، بل كان صوتًا ينبض من أعماق الزمن، يحمل وجع الضياع، وكرامة المعرفة المسلوبة، فبعث في الشخصية حياةً جديدة.
تجلّت براعة أدائه في أدق التفاصيل نبرة صوته، تعبيرات وجهه، وانفعالاته اللحظية، فجعل من المشهد لحظة حيّة تنبض بالصدق والوجدان.
أظهر “سيوف العرب” أنه ليس مجرّد عمل درامي، بل ملحمة فنية كبرى، أظهر فيها رياحنة قدرة فريدة على المزج بين التمثيل الصادق والوعي التاريخي العميق.
وأن الفنان الحقيقي هو من يحوّل النصوص إلى مشاعر، ويجعل من التاريخ دراما تلامس القلب والعقل معًا.
نال أداء رياحنة إشادة واسعة من النقّاد والجمهور، واعتبره كثيرون أداءً استثنائيًا لا يُنسى، عكس نضجًا فنيًا نادرًا وخبرة متراكمة على مدار سنوات طويلة من التألق.
يعد “سيوف العرب” انتصارا جديدا للدراما التاريخية، تألق خلاله رياحنة الفارس الذي ترجل على شاشة الواقع ليعيد للحكاية هيبتها، إنه لا يؤدي فحسب، بل يكتب أحداث تاريخية بأداء متميز.