طارق سعدة: نحن الجهة الوحيدة لمنح لقب “إعلامي”.. وسلاحنا التدريب والملاحقة القانونية
كتب: محمود حسن محمود
في زمن تسارعت فيه وتيرة الأخبار وانتشرت الشائعات عبر منصات التواصل كالنار في الهشيم، يخرج النائب الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، ليضع النقاط على الحروف، مؤكداً أن نقابة الإعلاميين هي الجهة الوحيدة المخولة قانوناً بمنح لقب “إعلامي”، وأنها الحصن الحامي لمهنة الإعلام وممارسيها في مصر.
وفي بيان صحفي منشور عبر الصفحة الرسمية لنقابة الإعلاميين على “الفيس بوك” ، شدد الدكتورطارق سعدة على أن “الهوية الإعلامية مسؤوليتنا وحدنا”، داعياً كافة مؤسسات الدولة إلى الرجوع للنقابة عند التعامل مع أي شخص يدعي الانتماء للمجال الإعلامي.
وأضاف: “نحن الجهة المنوطة قانونًا بمتابعة، ومحاسبة، وتكريم، وحماية الإعلاميين، ولن نتوانى عن ملاحقة الكيانات الوهمية ومنتحلي الصفة”.
مركز لمكافحة الشائعات.. وسلاحنا “الوعي والتدريب”
أمام تحديات ما يسميه بـ”الغول الإعلامي الرقمي”، أعلن سعدة عن إنشاء مركز متخصص لمكافحة الشائعات، يعمل على رصد المعلومات المغلوطة، وتصحيحها ونشرها بعد التحقق، وذلك في ظل انتشار ما وصفه بـ”المنشورات الدوّارة” التي تُعاد صياغتها وتداولها بغرض التضليل.

وفي هذا السياق، كشف عن إطلاق جيل جديد من الشباب تحت مسمى “المدققين”، بعد إخضاعهم لدورات تدريبية بالشراكة مع الجامعات المصرية، لتأهيلهم تقنياً ولغوياً لمواجهة الموجة الرقمية الطاغية من المعلومات المغلوطة.
الإعلامي ليس مجرد ناقل.. بل صانع للرأي العام
“الإعلامي يجب أن يُحاسب على مصداقيته”، هكذا عبر النقيب عن فلسفة النقابة تجاه العمل الإعلامي، مشيراً إلى أن العصر الرقمي لا يرحم غير المؤهلين، وقال: “من لا يُجيد أدوات الإعلام الجديد يُقصى من السباق العالمي”، موضحاً أن النقابة تعمل على تأهيل الكوادر القادرة على المشاركة في صناعة الإعلام، لا استهلاكه فقط.
ميثاق شرف إعلامي بمعايير دولية
بمشاركة خبراء وأساتذة الإعلام، وضعت النقابة ميثاق شرف إعلامياً بثلاثة محاور: الواجبات المهنية، والحقوق، والمبادئ، يرفض التمييز، وازدراء الأديان، ويؤكد على احترام الخصوصية والأمن القومي، هذا الميثاق نُشر في الجريدة الرسمية ويضاهي مواثيق أوروبية ودولية.
ملفات استراتيجية: من “بيع الهواء” إلى تطوير الدراما
وفي مواجهة ظاهرة “بيع الهواء”، حمل سعدة المسؤولية للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مشيراً إلى استعداد النقابة للتعاون الكامل في ضبط المشهد، كما كشف عن استراتيجية وطنية لتطوير الدراما المصرية، تعتمد على رصد علمي لمشهد الإنتاج، واقتراح آليات تحفز المحتوى الهادف، في ظل تراجع القيم الدرامية خلال السنوات الأخيرة.
تعاون مع الشركة المتحدة.. وتدريب بالمجان
أشاد سعدة بدور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في إنقاذ القوى الناعمة المصرية بعد 2011، معتبراً إنكار هذا الدور جحوداً للواقع، وأوضح أن هناك تعاونًا مستمراً معها لتقنين أوضاع الإعلاميين، وتقديم برامج تدريبية وورش تطوير مهني.
وأعلن عن قرب إطلاق مؤسسة تدريبية متخصصة تابعة للنقابة، ستقدم خدماتها بالمجان، وتكون الذراع الأكاديمية لمواجهة التحديات المهنية.
“نقابة بلا أعباء على الدولة.. وخدمات برؤية اقتصادية”
وفي ختام تصريحاته، شدد طارق سعدة على أن تجربة نقابة الإعلاميين نموذج فريد لإدارة نقابية رشيدة لا تكلف الدولة مليماً، وتعتمد على مواردها الذاتية لتقديم خدمات طبية وتدريبية ومهنية متميزة للأعضاء، مؤكداً:”نحن لا نلاحق الإعلامي، بل نحميه.. ولا نسعى للترند، بل نبني مؤسسات تحترم المهنة والدولة.”