شيخ الأزهر يهنئ بعيد الأضحى ويدعو لوقف فوري للعدوان على غزة
كتب: مصطفى على
بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، وجّه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، تهنئة قلبية إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وإلى ملوك ورؤساء وأمراء وشعوب الأمتين العربية والإسلامية كافة، متمنيًا أن يعيد الله هذه المناسبة الجليلة على الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء بمزيد من الخير واليُمن والبركات.
وأكد فضيلته، في بيان رسمي صدر عن مشيخة الأزهر الشريف، أن عيد الأضحى المبارك بما يحمله من معانٍ سامية في التضحية والصبر والتراحم، ينبغي أن يكون مناسبة لتجديد الأمل في بناء عالم أكثر عدالة وإنسانية، تُصان فيه الكرامة، ويُحترم فيه الحق، وتُعلى فيه القيم الدينية والأخلاقية.
جرح غزة النازف: عيد الأضحى في ظل نكبة مستمرة
ورغم أجواء العيد التي يفترض أن تتسم بالفرح والسكينة، عبّر الإمام الأكبر عن بالغ حزنه وأساه لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان متواصل منذ ما يقارب العامين، واصفًا المشهد بأنه “يتجاوز حدود الخيال والتصوّر في وحشيته، ولا يرحم طفلًا ولا شيخًا، ولا امرأةً ولا مريضًا، ولم ينجُ منه لا بشرٌ ولا شجرٌ ولا حجر”.
وشدّد فضيلته على أن ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة عابرة، بل هو عدوان متعمد ومتكرر يتحدى كل المواثيق الدولية والإنسانية، ويضرب بها عرض الحائط دون رادع من ضمير أو أخلاق أو دين.
وأشار إلى أن هذا العدوان الوحشي كشف عن صمت دولي مريب، جعل من الشعب الفلسطيني وقودًا لصراعات لا تراعي أي مبدأ من مبادئ الإنسانية.
دعوة عاجلة للمجتمع الدولي: أوقفوا العدوان فورًا ودون شروط
في نبرة حازمة، وجّه شيخ الأزهر نداءً قويًا إلى المجتمع الدولي، وجميع القوى الإقليمية والدولية الفاعلة، مطالبًا إياهم بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والسياسية تجاه ما يجري في غزة.
وأكد أن صمت العالم عن هذه الجريمة المستمرة يمثل تواطؤًا غير مباشر مع القتل والتجويع والحصار.
وطالب فضيلته بتحرك دولي فوري وغير مشروط لوقف العدوان على قطاع غزة، ورفع الحصار الجائر الذي حول حياة أكثر من مليوني فلسطيني إلى جحيم يومي، محذّرًا من كارثة إنسانية كبرى باتت تلوح في الأفق في ظل استمرار منع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المحتاجين.
كما دعا إلى فتح كافة المعابر الحدودية لتيسير إدخال المساعدات الطبية والغذائية العاجلة، وإنقاذ الأرواح التي تواجه خطر الموت في كل لحظة بسبب الجوع والقصف ونقص الدواء. وشدّد على أن الضغط الدولي يجب أن يكون حقيقيًا ومؤثرًا، لا أن يكتفي بالإدانة اللفظية أو البيانات الرمزية.
دعاء الأزهر: نصرة للمظلومين وثبات للمجاهدين
واختتم فضيلة الإمام الأكبر بيانه بالدعاء إلى الله -عز وجل- أن يمدّ الشعب الفلسطيني بنصر من عنده، وأن يثبت أقدامهم في مواجهة هذا العدوان الغاشم، وأن يحفظ أرضهم وكرامتهم ووطنهم من كل شر. وقال: “نسأل الله تعالى أن يفرّج كربهم، ويقوي عزيمتهم، وينصرهم على عدوهم، إنه وليّ ذلك والقادر عليه”.
كما أكد أن الأزهر الشريف سيظل، كما كان دومًا، منبرًا للحق وصوتًا للمظلومين، ولن يتوانى في الدفاع عن القضايا العادلة للأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حتى تعود الحقوق إلى أهلها، ويُرفع الظلم عن كل إنسان بريء.
رسالة من الأزهر: العيد ليس عيدًا وهناك شعب يُذبح تحت الحصار
بيان شيخ الأزهر بهذه المناسبة لا يحمل فقط كلمات تهنئة، بل يتضمن رسالة روحية وإنسانية وسياسية بليغة: أن العيد الحقيقي لا يتحقق في ظل آلام الأطفال تحت الأنقاض، ولا في ظل الأمهات الثكالى والمرضى المحرومين من الدواء، ولا في ظل شعب محاصر يُسحق أمام أعين العالم.