إغاثة”.. عندما يتحول الشباب إلى خط الدفاع الأول في الأزمات

أسيوط – محمد احمد هادى
في وقت تتطلب فيه المواقف الطارئة سرعة تصرّف لا تحتمل التأجيل، ظهرت على أرض محافظة أسيوط مبادرة شبابية استثنائية حملت اسم “إغاثة”، لتقدم نموذجًا ملهمًا عن كيفية تحوّل الوعي المجتمعي وروح التطوع إلى أداة إنقاذ حقيقية.
ولادة المبادرة من رحم الحاجة
وهي اشعارها معا لصحة افضل
لم تأتِ فكرة “إغاثة” من فراغ، بل وُلدت من واقع ملموس، حيث لاحظ شباب أسيوط وجود فراغ في تقديم الدعم الإنساني خلال ساعات الليل المتأخرة، وهي الفترة التي تقل فيها حركة الشارع وتندر فيها الاستجابات السريعة لحالات الطوارئ. ومن هنا جاءت المبادرة لتسد هذه الفجوة، من خلال تقديم خدمات إنسانية عاجلة من الساعة 12 منتصف الليل وحتى 6 صباحًا.
خدمات فورية بدافع إنساني
تقدم المبادرة مجموعة من الخدمات التي تهدف إلى إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة في اللحظات الحرجة، أبرزها:
نقل الحالات الطبية الطارئة إلى المستشفيات بأقصى سرعة.
توصيل الأدوية الحيوية لمن لا يستطيع الحصول عليها ليلًا، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
مساعدة العالقين في الشوارع أو من يواجهون مواقف خطرة بمفردهم.
تقديم الدعم النفسي والإنساني الفوري للأشخاص المتضررين أو المحتاجين إلى مساندة عاجلة.
شباب مدرَّبون وفرق جاهزة
ما يميز “إغاثة” أنها لا تعتمد على الاجتهاد الفردي فقط، بل تعمل وفق خطة منظمة، حيث تم تدريب فرق شبابية على التعامل مع مختلف المواقف الطارئة، سواء كانت طبية أو إنسانية أو أمنية. كما تم تجهيز وسائل تنقل وتواصل سريعة لضمان الاستجابة الفورية لكل نداء استغاثة.
رسالة المبادرة: لن تَكُون وحدك
يؤكد القائمون على المبادرة أن رسالتهم الأساسية هي:مفيش حد يبقى لوحده في وقت الأزمة.”ومن هنا، تحرص الفرق على التواجد في كل منطقة أو حي يمكن أن تظهر فيه حالة طارئة، وتتلقى البلاغات من خلال قنوات تواصل مباشرة على مدار الليل.
صوت من داخل المبادرة
يقول أحد أعضاء المبادرة، المهندسه ايمان مصطفي (23 عامًا)بدأنا بفكرة بسيطة، كنا بنسأل نفسنا: لو حد في أزمة في نص الليل، مين هيساعده؟ ومن هنا بدأنا نتحرك، وجمعنا فريق من الشباب اللي قلبهم على الناس.”
شباب الجمهورية الجديدة في الصفوف الأمامية
“إغاثة” ليست مجرد مبادرة، بل هي صورة حية لما يمكن أن يقدمه شباب الجمهورية الجديدة عندما تتاح لهم المساحة والمسؤولية. فهم ليسوا فقط عنصرًا في خطط التنمية، بل أيضًا في خط الدفاع الأول عن الإنسان، أيًا كانت ظروفه أو موقعه.