ائتلاف أولياء أمور مصر يناقش أسباب عنف الطلاب وسبل العلاج
كتبت: فاطمة الزناتي
طرحت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة الأسرية، سؤالًا مهمًا لأولياء الأمور حول تنامي ظاهرة العنف بين طلاب المدارس، قائلة:
ما أسباب انتشار العنف المدرسي؟ وكيف يمكننا التصدي له؟
وقد تفاعل عدد من أولياء الأمور مع هذا الطرح، حيث أشار أحدهم إلى أن العنف غالبًا ما يكون ناتجًا عن طاقة غير موجهة لدى الطلاب، مضيفًا:
“هذه الطاقة يمكن استغلالها بشكل إيجابي في الأنشطة المدرسية واللعب، لكنها تحتاج إلى تنظيم ورقابة، خاصة مع غياب دور المدرس في متابعة الطلاب.”
بينما رأت ولية أمر أخرى أن بعض أولياء الأمور يتحملون جزءًا من المسؤولية، قائلة:
“كثير من الآباء ينحازون لأبنائهم حتى لو كانوا مخطئين، ويرفضون تقبل أي ملاحظات أو انتقادات موجهة لهم.”
وأشار أحد المشاركين إلى غياب التربية والتوجيه الديني والأخلاقي كأساس للمشكلة، فيما لفتت أخرى إلى الضغط الدراسي الكبير، موضحة:
“الطالب يعيش عامًا دراسيًا مثقلًا بالدروس والتقييمات والامتحانات الصعبة، ما يولّد لديه مشاعر غضب تتفجر في صورة عنف.”
وقال ولي أمر آخر إن هناك أسبابًا اجتماعية تلعب دورًا أيضًا، مثل ارتفاع نسب الطلاق، وتراجع دور الأخصائي الاجتماعي في المدارس، بالإضافة إلى غياب المجالس الفعالة لأولياء الأمور والمعلمين.
وعلّقت داليا الحزاوي على تلك الآراء، مؤكدة أن ما حدث مؤخرًا خلال امتحانات الشهادة الإعدادية من تخريب وتعدٍ على المراقبين هو ناقوس خطر يستوجب وقفة حاسمة. وأضافت:
“العنف داخل المدارس بات ظاهرة مقلقة تمس سلامة العملية التعليمية وتهدد أمن الطلاب والمعلمين على حد سواء. من حق أبنائنا التعلم في بيئة آمنة، ومن حق المعلم أن يؤدي دوره في مناخ صحي ومحترم. ولن يتحقق ذلك إلا من خلال اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتجاوزين، فغياب العقاب هو ما يشجع على تكرار السلوكيات السلبية.”
وشددت الحزاوي على أهمية التكامل بين المدرسة والأسرة والإعلام في التصدي لظاهرة العنف، مؤكدة أن دور الأسرة لا يجب أن يقتصر على الجوانب المادية فقط، بل عليها أن تلعب دورًا تربويًا ورقابيًا فعالًا. وأوضحت أن بعض السلوكيات العنيفة قد تكون ناتجة عن بيئة أسرية تتسم بالعنف أو يشاهد فيها الأبناء خلافات حادة تؤثر على سلوكهم.
كما أشارت إلى دور الإعلام في تعزيز الظاهرة، حيث تُظهر بعض الأفلام والمسلسلات العنف كقوة وهيبة، مما يؤثر سلبًا على وعي وسلوك النشء.
وأضافت أن المدرسة أيضًا تتحمل جزءًا من المسؤولية، خاصة مع ضعف الأنشطة المدرسية الرياضية والثقافية، والتي تسهم في غرس قيم الانضباط والتعاون، فضلًا عن غياب دور الأخصائي الاجتماعي الذي يُفترض أن يتولى مهمة رصد السلوكيات غير السوية ووضع خطط علاجية فعالة.
واختتمت داليا الحزاوي حديثها برسالة واضحة: “ما زال أمامنا وقت لتدارك الأمور، ولكن لا يجب التأخر أكثر. مواجهة العنف في المدارس مسؤولية مشتركة، تبدأ من الأسرة وتمر بالمدرسة وتصل إلى الإعلام.”