الذكاء الاصطناعي يدخل الحقول.. هل نحن مستعدون للثورة الزراعية الرابعة؟

تقرير- مصطفى كمال

مع تزايد التحديات التي تواجه الزراعة التقليدية، مثل شح المياه، التغيرات المناخية ونقص الموارد، وزيادة الطلب على الغذاء، لم تعد الطرق التقليدية في الزراعة كافية لتحقيق الأمن الغذائي ومن هنا يبرز مفهوم الزراعة الذكية كأحد الحلول لزيادة الإنتاجية والطلب على الغذاء لتحقيق الإكتفاء الذاتي، حيث تعتمد على التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار لتحسين الإنتاجية وتقليل الفاقد، كحل تكنولوجي واعد. فهل مصر جاهزة للدخول في الثورة الزراعية الرابعة؟.

الذكاء الاصطناعي في خدمة الفلاح

أصبح الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية في التنبؤ بأمراض النباتات، تحليل التربة، ومراقبة نمو المحاصيل، باستخدام خوارزميات تحليل البيانات، يمكن للمزارعين اتخاذ قرارات أكثر دقة فيما يخص الري والتسميد والحصاد وبدأت بعض الشركات الناشئة في مصر تطوير تطبيقات زراعية ذكية، مثل تطبيقات تحليل التربة عبر الموبايل، وبرامج تتبع مراحل نمو المحاصيل وبرامج الري بالتعاون مع وزارة الزراعة.

الطائرات بدون طيار عين الفلاح من السماء

الطائرات بدون طيار أصبحت تستخدم في تصوير الأراضي الزراعية، ورش الأسمدة والمبيدات بدقة، ورصد أي مشاكل في المحاصيل وبدأت مصر بتجارب واعدة خاصة في المناطق الجديدة المستصلحة مثل توشكى ومشروع مستقبل مصر وغيرها من المشاريع الزراعية القومية وهذه التقنية توفر الوقت والجهد، وتقلل من استهلاك الموارد، وتسمح للفلاح بالتصرف السريع في حالة ظهور مشاكل مفاجئة في المحاصيل.

نماذج واقعية من الزراعة الذكية في مصر

في مناطق مثل توشكى ووادي النطرون الريف الجديد، تم إدخال نظم ري ذكية تعتمد على الاستشعار عن بعد والتحكم الآلي في ضخ المياه وبدأت مزارع باستخدام أنظمة استشعار متقدمة لرصد الرطوبة ودرجة الحرارة، مما رفع الإنتاج بنسبة 25% في بعض الحالات.

التحديات التي تواجه الزراعة الذكية

رغم هذه التطورات ما زالت الزراعة الذكية في مصر تواجه عدة تحديات أبرزها ارتفاع تكلفة التكنولوجيا، نقص تدريب الفلاحين، ضعف البنية الرقمية في القرى، لكن الدولة بدأت بالفعل في تنفيذ مبادرات تدريبية ومجانية للفلاحين بالتعاون مع وزارات الزراعة والاتصالات والتعليم العالي، تمهيدًا لتوسيع نطاق تطبيق الزراعة الذكية على مستوى الجمهورية.

مستقبل الزراعة بين التكنولوجيا والطموح

الزراعة الذكية ليست رفاهية، بل ضرورة استراتيجية لمستقبل الزراعة في مصر، ومع استمرار جهود الحكومة والقطاع الخاص، من المتوقع أن تحتل التكنولوجيا الزراعية مكانة مركزية في رؤية مصر 2030، لتحسين الإنتاج الزراعي وضمان استدامة الموارد الطبيعية.