الرئيسيةتقارير-و-تحقيقاتعرب-وعالم

إسرائيل تفتتح حربا دينية بـ”الأسد الصاعد” في قلب طهران.. وخبير يحذر

نتنياهو يعلن العملية "ردا على التهديد الإيراني".. وطهران تطلق "الوعد الصادق 3"

في تطور عسكري مفاجئ، أعلنت إسرائيل فجر الجمعة بدء عملية عسكرية واسعة النطاق ضد إيران، تحت الاسم الرمزي “الأسد الصاعد”. استهدفت منشآت نووية ومقار سيادية في طهران، وأسفرت عن مقتل قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال حسين سلامي والجنرال محمد باقري.

وفي رد فوري، أطلقت إيران أكثر من 800 طائرة مسيّرة وصاروخ كروز نحو أهداف إسرائيلية ضمن عملية “الوعد الصادق 3”. وسط تحذيرات من انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة.

دلالة رمزية توراتية

بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن تسمية العملية جاءت استلهامًا من سفر التوراة: “شعب كالأسد يقوم وكالليث ينهض، لا ينام حتى يأكل فريسته ويشرب من دم ضحاياه”. في إشارة إلى نية إسرائيل تنفيذ عمليات تصفية واسعة لتحقيق الردع.

هذه الخلفية الدينية تعكس طابعًا عقائديًا للعدوان، يُثير القلق من تحوّل الصراع إلى “حرب مقدسة” تتجاوز الحسابات العسكرية.

إسرائيل ترتكب عدوانًا دوليًا سافرًا

أدان الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، الهجوم الإسرائيلي. مؤكدًا أنه “جريمة عدوان مكتملة الأركان” وانتهاك جسيم للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وقال مهران في تصريح خاص لـ”اليوم” إن العملية تنتهك المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة. التي تحظر استخدام القوة أو التهديد بها ضد سيادة أي دولة. مشيرًا إلى أن: “ما جرى ليس مجرد تصعيد عسكري، بل انقلاب على النظام القانوني الدولي برمّته، ويهدد بتحويل العالم إلى غابة تحكمها القوة”.

كما أشار إلى أن إسرائيل لا يمكنها الاحتجاج بمبدأ الدفاع الشرعي. لأن الأخير مشروط بوجود هجوم مسلح فعلي. مضيفًا: “تهديد إيران المحتمل لا يبرر استباقًا بهذا الحجم، ولا يمنح إسرائيل حصانة قانونية. هذا هجوم أحادي خارج إطار القانون”.

خرق شامل للمعاهدات الدولية

وأشار مهران إلى أن “الأسد الصاعد” خرق صريح لاتفاقيات لاهاي وجنيف، وكذلك نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. قائلاً: “استهداف شخصيات عسكرية ومدنية في قلب دولة ذات سيادة يمثل جريمة حرب واضحة. ويجب على المحكمة الجنائية الدولية التحرك فورًا لفتح تحقيق وملاحقة المسؤولين عن التخطيط والتنفيذ”.

ودعا إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن، مطالبًا بفرض عقوبات سياسية واقتصادية فورية على إسرائيل. محذرا: “إن تقاعس مجلس الأمن يُشرعن العدوان. ويُمهّد لتفكك نظام الأمن الجماعي العالمي”.

تداعيات إقليمية وعالمية مدمرة

وحذر مهران من تداعيات كارثية على الإقليم والعالم. قائلاً: “هذا العدوان سيفتح أبواب جهنم. إيران سترد بقوة، وميليشياتها في لبنان وسوريا والعراق واليمن قد تنخرط في المواجهة. مما يجعل احتمال نشوب حرب إقليمية واسعة أمراً واقعياً”.

كما نبه إلى أن مضيق هرمز، الذي تمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية، بات مهددًا. مما يعني أن: “أسعار الطاقة ستقفز بشكل جنوني، وستُدفع الاقتصادات الكبرى نحو الركود، في وقت يعاني فيه العالم من هشاشة مالية واضحة”.

عودة الخلايا النائمة

على المستوى الأمني، توقع الخبير الدولي أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي إلى تنشيط الخلايا النائمة التابعة للجماعات المسلحة الموالية لإيران، مشيرًا إلى أن: “الضربات الانتقامية قد لا تقتصر على إسرائيل، بل قد تطال المصالح الأمريكية والأوروبية في المنطقة، من سفارات إلى قواعد عسكرية ومراكز لوجستية”.

واعتبر أن هذا السيناريو هو الأخطر، لأنه قد يدفع القوى الكبرى، وخصوصًا الولايات المتحدة. إلى الانخراط في مواجهة مباشرة مع إيران: “وهو المسار الأقرب إلى انفجار حرب عالمية ثالثة، أو على الأقل نزاع ممتد متعدد الأطراف”.

أزمة لاجئين جديدة

في بعد آخر، أكد مهران أن “الشعوب هي من ستدفع الثمن الأكبر”، متوقعًا اندلاع موجات نزوح واسعة النطاق من مناطق النزاع، خاصة غرب إيران والمناطق الحدودية العراقية والسورية. موضحًا: “نحن أمام مشهد شبيه بأزمات اللاجئين السوريين والأفغان، ولكن هذه المرة على نطاق أوسع، يضع دول الجوار والمنظمات الإنسانية أمام مأزق غير مسبوق”.

دعوة لتحرك دولي عاجل

أشاد مهران ببيان الخارجية المصرية الذي أدان العملية، معتبرًا أنه “خطوة مسؤولة”. لكنه دعا إلى ما هو أبعد من الإدانة، مطالبًا بـ:”تشكيل لجنة قانونية عربية لمتابعة الملف أمام المحاكم الدولية، والدفع باتجاه تحرك أممي عاجل يحاصر إسرائيل سياسيًا وقانونيًا”.

وختم تصريحه بتحذير صارم: “إذا مر هذا العدوان دون محاسبة، فلن تبقى قيمة لأي قانون دولي أو شرعية أممية. ستتحول الكرة الأرضية إلى ساحة فوضى مستباحة للقوة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى